الكون بزنس : سيهات كتب : علي السبع
وأنا أفتش في سطور الرجال الأفذاذ، تبادر إلى ذهني سعادة الوجيه الدكتور المهندس عبدالله بن علي السيهاتي، حفظه الله. فكتبت بعضًا من نزف مشاعري لهذا الرجل القامة: أبا "نجيب" الغالي، حين تمنح مملكة النرويج وسام الاستحقاق الذهبي، فإنها إنما تُكرِّم من استحق التكريم... لكننا، نحن الذين عرفناك عن قرب، نعلم أنك نلت من قلوبنا وسامًا أرقى: وسام الإنسانية الخالدة! عرفناك رجلًا كريمًا، يسبق فعله نية، ويسابق بعطائه حدود المتوقع. لم تكن الغنى فيك مالًا فحسب، بل روحًا وقيمة، ورجولة تصنع الفرق. جعلت من المال رسالة سامية، لا تبتغي من ورائها سوى وجه الله، ومن المزرعة ملاذًا للفقراء حين ضاقت بهم الأرض، ومن عطائك منبرًا يُعيد الحياة لمرضى الكلى، ممن أرهقهم الألم وأنهكتهم الحاجات. ما من فقيرٍ طرقت حاجته بابك، إلا وكنت له عونًا وسندًا. وما من مريضٍ سمع باسمك، إلا وتوجه بالدعاء: "رحم الله من رباك، وجعل ما قدّمت في ميزان حسناتك." تبرّعت، فأحييت أرواحًا. بنيت، فرفعت شأن الإنسان. أعطيت، فسترت، ولم تُشهّر أو تتباهَ، بل كنت كريمًا في السر كما في العلن. نعم، لقد وُسِمت من قِبَل أوروبا، لكن وسامك الأسمى محفور في وجدان المحتاجين، وفي كل بيتٍ سكنتْه دعوة صادقة، وفي كل قلبٍ جُبر بكسره، وفي كل لحظة ضيقٍ كنت فيها فرجًا ورحمة. من القلب، وبلسان الصدق، أقولها: هنيئًا لك بما قدّمت، وهنيئًا لنا بك. فأنا محبّك، والممتن لجميلك!